أعيش في واحدة من أكثر المدن تسويقيًا في العالم، مدينة تتنوع فيها الجنسيات من مختلف أنحاء العالم. وبالنسبة لعملي، أتعامل مع جميع أنواع البشر؛ منهم المثقف، الجاهل، المهمل، الناجي، المسن، صاحب الأخلاق الحميدة، ومن جهة أخرى، صاحب الأخلاق السيئة. أنا مؤسس ومدير إحدى أكبر شركات التدريب في المنطقة، وأقول بكل صدق، إن العمل مع هذه التنوعات البشرية أصبح مرهقًا لي، لدرجة أنني فكرت مرارًا في الاستسلام، بل وفي إغلاق شركتي رغم النجاح الكبير الذي حققته. لا أحب أن أحكم على الناس، ولكن عملي يقتصر على مساعدتهم فقط، وهذا يبدو كأنه معضلة بلا حل. في لحظة من اليأس، نصحني أحدهم بالتوجه للأستاذة عبير، فكان ذلك القرار الذي أنقذني. من أول عشر دقائق من حديثي معها، شعرت بشغفها وحبها لعملها، وهذا جذبني بشدة، مما جعلني ألتزم معها بجدية. بدأت أتعلم مهارات التواصل بشكل عملي وأصبحت، كأنني درع غير مرئي، قادرًا على التعامل مع مختلف الحالات؛ من الخيانة، إلى السلبية، إلى الجبن، إلى التدخل المستمر، والنقد الدائم، إلى المكر والخداع. عبير لم تكتفِ بتدريبي بشكل فردي، بل كانت تتابعني عن بعد، وهي في أميركا وأنا في دبي، دون أن تتوانى أو تتعب. لقد أعادت لي الأمل والحب لعملي الذي كنت على وشك التخلي عنه. أراها كالنور الذي يضيء في الخندق المظلم.